قال أبو تمام في مكارم الأخلاق :
إذا جاريت في خُلق دنيئا فأنت ومن تجُاربه سواء
رأيت الحُر يجتنب المخازي ويحميه عن الغدر الوفاء
وما من شدة إلا سيأتي لهامن بعد شدتها رخاء
لقد جربتُهذا الدهر حتى أفادتني التجاربُ والعناء
يعيش المرءُ ما استحيا بخير ويبقى العود ما بقي اللحاء
إذا لم تخش عاقبة الليالي ولم تستح فاصنع ما تشاء
*****************************************
وقال المتنبي يلفت نظر العقلاء إلى طلب المعالي:
إذا غامرت في شرف مروم فلا تقنع بما دون النجوم
فطعم الموت في أمر **** كطعم الموت في أمر عظيم
يرى الجبناءُ أن العجز عقل وتلك خديعة الطبع اللئيم
وكل شجاعة في المرء تُغني ولا مثل الشجاعة في الحكيم
وكم من عائب قولا صحيحا ةآفته من الفهم السقيم
****************************************
وقال أبو العتاهية في صنع الجميل مع الناس:
خير أيام الفتى يوْمُنفعْ واصطناع الخير أبقى ما صنع
ما يُنال الخيرُ بالشر ولا يحصدُ الزّارع إلا ما زرع
خذ من الدنيا الذي درَّت به واسلُ عما بان منها وانقطع
إنما الدنيا متاعٌ زائلٌ فاقتصد فيه وخذ منه ودعْ
وارض للناس بما ترضى به واتبع الحق فنعم المتبع
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
كن ابن من شئت واكتسب أدبا يُغنيك محمودُه عن النسب
إن الفتى من يقول ها أنذا ليس الفتى من يقول كان أبي
*****************************************
ومن شعر المنصور الفقيه في كون العلم بلا عمل كشجر بلا ثمر :
أيها الطالب الحريص تعلمْ إن للحق مذْهبا قد ضللته
ليس يجُدي عليك علمك إن لم تك مستعملا لما قد علمته
قد لعْمري اغتربت في طلب العلم وحاولت جمعهُ فجمعته
ولقيت الرجال فيه وزاحمت عليه الجميع حتى سمعته
ثم ضيعَّت أو نسيت, وما ينفعُ علم نسيته أو أضعْته
وسواءٌ عليك علمك إن لم يجد نفعا عليه أم ما جهلته
كم إلى كم تخادع النفس جهلا ثم تجري خلاف ما قد ْعرفته
********************************************
وقال محمود سامي باشا البارودي في انتهاز الفرصة:
بادر الفرصة واحذر فواتها فبلوغ العزّ في نيل الفرص
واغتنم عُمرك إيّان الصبا فهو لاإن زاد مع الشيب نقص
وابتدر مسعاك واعلم أن من بادر الصيد مع الفجر قنص
واجتنب كل غبي مائق فهو كالعير" إذا جدّ قمصْ
إنما الجاهلُ في العين قذى حيثما كان, وفي الصدر غصص
واختبرْ من شئت تعرفه,فما يعرفُ الأخلاق إلا من فحصْ
إن ذا الحاجة إن لم يغتربْ عن حماه مثل طير في قفص
**********************************************
وقال الأبيوردي الأموي المتوفي سنة 557هـ بخراسان في تقلب الزمان:
ملكنا أقاليم البلاد فأدغنت لنا رغبة أو رهبة عظماؤها
فلما انتهت أيامنا علقت بنا شدائدُ أيام قليل رخاؤها
وصرنا نلاقي النائبات بأوجه رقاق الحواشي كاد يقطر ماؤها
إذا ما هممنا أن نبوح بما جنت علينا الليالي لم يدعنا حياؤها
**********************************************
وقال سعيد بن محمد في كون عمل الإنسان يدل على أصله:
ملكنا فكان العفو منا سجيه فلما ملكتمْ سال بالدم أبطحُ
وحللتم ُ قتل الأسارى وطالما غذونا على الأسرى نمُنّ ونصفح
فحسبكم هذا التفاوت بيننا وكل إناء بالذي فيه ينضحُ
**********************************************
وقال الإمام الشافعي أوفى في لزوم وتعداد صنائع الإحسان :
لا تحملن لمن ْ يمْنُــ ــــــنُ من الأنام عليك منه
واختر لنفسك حظها واصبر فإن الصبر جنة
مننُ الرجال على القلوب أشدٌ من وقع الأسنة
***********************************************
وقال معن بن أوفى في لزوم التحفيظ بآثار الآباء والجدود
ورثنا المجد عن آباء صدق أسأنا في جوارهمُ الصنيعا
إذا المجدُ الرفيعُ توارثتهُ بنُاه السوء أوشك أن يضيعا
***********************************************
وقال أبو تمام في كون العز والمجد لا يُنالان إلا بالتعب والجد:
قد علمنا أن ليس إلا بشق الـ ــــنفس صار الكريمُ يُدعى كريما
طلب المجد يورث المرء خبلا وهموما تقضقضُ الحيزوما
فتراه وهو الخلي شجيعا وتراه وهو الصحيحُ سقيما
تَّيمته العلى فليس يعدّ البـ ؤس بؤسا ولا النعيم نعيما
************************************************
وقال ابن هانىء(متنبي الغرب) في: أن ليس للإنسان إلا ما سعى:
ولم أجد الإنسان إلا ابن سعيه فمن كان أسعى كان بالمجد أجدرا
وبالهمة العلياء ترقى إلى العلى فمن كان أعلى همة كان أظهرا
ولم يتأخر من أراد تقدما ولم يتقدم من أراد تأخرا
******************************************
وقال بعضهم في كون التقليد في الخير فضيلة:
إذا أعجبتك خلال امرىء فكنه تكنْ مثل منْ يعجبك
وليس على المجد والمكرمات إذا جئتها حاجتٌ يحجبك
******************************************
وقال أبو روح ظفر بن عبد الله في الهمة والعزيمة الماضية:
السيف يعلم أن لي في حدّه سرا ًنهاه الدهر عن إفشائه
والدهر يعلم أن لي في صدره نارا مضرمة على أحشائه
ولو أن أطراف السيوف وفين لي لأخذت حق الدّهْر من أبنائه
هممٌ مؤرقةٌ جُفوف كُلما أرخى الظلامُ عليّ ذيل خبائه
هممٌ النفوس منوطةٌ بعنائها والمرءٌ يخدعه لسانُ رجائه
************************************************
وقال بعضهم في أن الأمور تسهل بالصبر والاطمئنان لا بالذل والهوان:
إذا ضيّيقت أمرا ضاق جدا وإن هوّنت ما قد عزّ هانا
فلا تهلك ْ لشيء فات بأسا فكم أمرٌ تصعب ثم لانا
سأصبر من رفيقي إن جفاني على كل الأذى إلا الهوانا
وقال أبو العتاهية في المغفرة:
إني شكرت لظالمي ظلمي وغفرتُ ذاك له على علمي
ورأيته أسدي إليَّ يدا ُ لمّا أبان بجهله حلمي
رجعت إساءته عليه وإحسـ ـــــاني فعاد مضُاعف الجُرم
وغدوتُ ذا أجْر ومحمدة وغدا ب**ب الظلم والإثم
فكأنما الإحسان كان له وأنا المُسيء إليه في الحُكم
ما زال يظلمني وأرحمه حتى بّكيت له من الظلم
*********************************************
وقال ابن مطير في إكرام النفس:
ومنْ يتبع ما يُعجب النفس لم يزل مُطيعا لها في فعل شيء يُضيرها
فنفسك أكرمْ من أمور كثيرة فما لك نفسٌ بعدها تستعيرا
*********************************************
وقال أيظا في رباء الُوعاظ:
إذا فعل الفتى ما عنه ينهى فمن جهتين , لا جهة ,أساء
قتل الأفراد , وقتل الأمم, للمرحوم أديب بك إسحاق:
قتلُ امرىء في غابة جريمة لا تغتفر
وقتل شعب آمن مسألة فيها نظر
ذي حالة الدنيا فكن من شرها على حذر
*********************************************
القمار ,للشيخ نجيب الحداد المتوفي سنة 1899م من قصيدة طويلة
لكل نقيصة في النار عار وشر مصائب المرء القماررُ
هو الاء الذي لا بُرء منه وليس لذنب صاحبه اغتفار
تشادُ له المنازل شاهقات وإفلاسٌ فيأسٌ انتحار
*******************************************
وقال محمد بن بشير في الصبر الجميل:
إن الأمور إذا انستْ مسالكها فالصبر يفتق منها كل ما ارْتتجا
لا تيأسّ وإن طالت مطالبه إذا استعنت بصبر أن ترى فرجا
أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته ومُدمن القرع للأبواب أن يلجا
قدّر لرجلك قبل الخطو موضعها فمنْ علا زلقا عن غرّة زلجا
ولا يغرنك صفو أنت شاربه فربما كان بالتكدير مُمتزجا
- ألا إنما الدنيا كأحلام نائم وما خيرُ عيش لا يكون بدائم
تأمل إذا نلت بالأمر لذة فأفنيها هل أنت إلا كحالم؟
ومن يذق الدنيا فإني طعمتها وسيق إلينا عذُبها وعذابها
فلم أرها إلا غرورا وباطلا كما لاح في ظهر الفلاة سرابُها
وما هي إلا جيفةٌ مستحيلة عليها كلابٌ همنّ اجتذابها
فإن تجنبتها كنت سلما لأهلها وإن تجتذبتها نازعتك كلابها
فدع عنك فضلات الأمور فإنها حرام على نفس التقيّ ارتكابها
- صاف الكرام فخير من صافيتهُ منْ كان ذا أدب وكان ظريفا
واحذرْ مؤاخاة اللئيم فإنه يُبدي القبيح وينُكر المعروفا
إن الكريم وإن تضعضع حالهُ فالخلقُ منه لا يزال شريفا
والناس مثل دراهم قلبتها فأصبحت منها فضة وزيوفا
- وعينك إن أبدت إليك مساويا من الناس قل يا عينُ للناس أعينُ
وعاشر بعروف وكن متوددا ولا تلق إلا بالتي هي أحسنُ